" فورين أفريز" : هل تؤدي الحرب علي غزة إلى إحياء تنظيمي داعش والقاعدة؟
تسألت مجلة "فورين أفيرز" في تقرير نشرته اليوم الجمعة عن فرضية أن تؤدي الحرب بين حركة حماس وإسرائيل إلى إحياء تنظيمي داعش والقاعدة؛ بسبب الخلاف الأيديولوجي العميق بين الحركة والجماعات العالمية المتشددة.
وأشارت المجلة إلي أعلان تنظيم داعش في أيامه الأولى تكفير حماس بسبب مجموعة من التجاوزات، كما امتنع التنظيم بوضوح عن الإشادة بهجوم 7 أكتوبر، فيما احتفل به تنظيم القاعدة، منافس داعش على التفوق في "الجهاد العالمي"، ودعا إلى توسيع المعركة رغم أن لديه تاريخًا في توبيخ حماس بسبب اختلافاتهما الأيديولوجية.
وواصلت "إنه بالرغم من أن الوضع على الأرض قد يتغير بطرق مهمة، وكلما أصبح الصراع أطول وأكثر دموية، كلما زاد الغضب بين المسلمين، وأعطى مصداقية للنظرة "المتشددة" للإسلام، الذي يواجه قوى الكفر، إلا أن الاختلافات الأيديولوجية ستحد من مدى قدرة "المتشددين" على اغتنام هذه اللحظة لإعادة تنشيط حركتهم" مشيره إلى أن "الجهاز الإعلامي لتنظيم داعش كان يبتعد عن التأكيد على أولوية القتال في الأراضي الفلسطينية، بل واعترف بأنه لن يفعل ذلك، رغم أن القضية الفلسطينية كانت مهمة بالنسبة لداعش، إلا أنها لم تكن شيئًا ينبغي أن يصرف الانتباه عن ساحات القتال المهمة في أماكن أخرى".
وأضافت " كما أن نشاط داعش في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، كما هو الحال مع تنظيم القاعدة، كان في حده الأدنى، لكنه ليس معدومًا، وفق المجلة، ففي أوائل عام 2022، أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم طعن ودهس في جنوب إسرائيل نفذه عربي إسرائيلي أعلن الولاء للتنظيم ، وبصرف النظر عن كلمات التعاطف بين الحين والآخر، فإن الجماعات المتشددة العالمية، مثل القاعدة وداعش، خصصت القليل من مواردها للقضية الفلسطينية، وليس لها وجود يذكر، إن وجد، على الأرض في غزة أو الضفة الغربية، بحسب المجلة.
وأكدت أن "احتكار حماس شبه الكامل للمشهد الإسلامي الفلسطيني المتشدد، يحول دون قيام القاعدة أو داعش بلعب دور مهم في أي مقاومة للغزو البري الإسرائيلي لغزة" ، ورجحت أن يواجه المتشددون الفاعلون، الذين يتوقون للانضمام إلى القتال هناك، عقبات لا يمكن التغلب عليها في الوصول إلى القطاع المعزول.
وفي النهاية خلُصت المجلة إلى عدم احتمالية أن تعمل الأزمة في غزة على إحياء حظوظ أي من الجماعات المتشددة، أو توسيع رقعة "الجهاد العالمي"، خصوصًا مع عدم قدرة داعش أو القاعدة على إيجاد موطئ قدم لها في الأراضي الفلسطينية.